المقالة العاشرة:
بقلم المستشار الدكتور/ أيمن حامد سليمان
رئيس مجموعة شركات أيمن حامد سليمان-
رئيس المجلس الأعلى للدفاع عن حقوق الإنسان
والمدير العام لمؤسسة مصر للدفاع عن حقوق الإنسان
الرئيس الإقليمى والمدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
لمؤسسة الأقطار العربية للنفط للتعاون بين الشعوب (أوابك- مصر)
ورئيس المجلس التنفيذي والمدير العام
لجمعية مهندسى البترول والتعدين والغاز (SPE-EGYPT)
تضاعف أسعار البترول:
مكنت هذه الحرب الأوبك أن تنتزع من شركات البترول العالمية زمام المبادرة واتخاذ القرارات، وخاصة بالنسبة لأهم مجالين من مجالات سوق البترول العالمية وهما :
تحديد السعر المعلن البترول ، وتحديد معدلات انتاجه، وبالتحكم في هذين المجالين - اللذان كانا وقفا على الشركات - تحول سوق البترول العالمي إلى سوق للبائع الدول المصدرة للبترول ، بعد أن كان - ولأمد طويل - سوقا للمشتري (الشركات والدول الصناعية) . وقد أضافت حالة الندرة (التي أعقبت صدور قرارات وزراء البترول العرب بتخفيض معدلات الإنتاج وحظر تصدير البترول إلى الدول المساندة لإسرائيل) إلى وضع التوازن بين عرض البترول والطلب عليه ، أزمة، وأضافت إلى الموقف أبعاداً خطيرة.
ولقد مكنت هذه الحرب دول الأوبك من تصحيح الأوضاع الخاطئة غير العادلة في مجال تحديد الأسعار، فاستطاعت - لأول مرة - الانفراد بتحديد الأسعار وإعلان الأسعار الجديدة من جانب واحد ، شاجبة بذلك العرف الذي كان ساريا على امتداد تاريخ صناعة البترول العالمية.
وتمكنت الدول المصدرة للبترول من مضاعفة أسعار بترولها سبع مرات بالمقارنة بما كانت عليه في عام 1970 . أن هذه الزيادات الضخمة في الأسعار تمت في إطار منظمة عالمية (الأوبك)، وكانت لها مبررات اقتصادية منها :
(1)زيادة أسعار البترول المحققة على أسعاره المعلنة .
(2)تدهور وتذبذب قيمة العملات العالمية .
(3)ارتفاع أسعار السلع التي تستوردها أوبك.
(4)تحول موازين القوى في سوق البترول العالمية مع تطور صورة العرض والطلب على البترول العالميين في الوقت الذي بدأت فيه أزمة الطاقة العالمية تفرض نفسها ... إلى غير ذلك من المبررات الاقتصادية ... إلا أنه مما لاشك فيه أن حرب أكتوبر كان لها الفضل الأول في تحقيق هذه الزيادات الضخمة في الأسعار، وفي تحويل موازين القوى في سوق البترول العالمية لصالح دول أوبك . وبدون هذه الحرب ما كانت هذه المتغيرات لتتحقق بهذه الأبعاد .
وتجدر الإشارة إلى أنه . ولأول مرة في تاريخ الدول الصناعية ، يصبح أحد أهم عناصر تحديد أسعار السلع والخدمات فيها موجوداً خارجها .. في الدول المصدرة البترول .
أدى تضاعف الأسعار المعلنة بزيت الخام بعد حرب أكتوبر 1973 إلى تضاعف عائدات دول أوبك من صادراتها البترولية عدة مرات، إذ تضاعفت حوالي عشر مرات خلال السنوات الخمس منذ عام 1971 ( من أقل من 20 مليار دولار في عام 1971 إلى حوالي 130 مليار في عام (1976) . وتحققت ذروتها ، بعد الحرب الإيرانية العراقية في 1980 ، حيث بلغت 284.5 مليار دولار . ثم أخذت في الانخفاض بعد ذلك و حققت أقل مستوى لها بعد حرب أكتوبر 1973 في عام 1986، حيث سجلت حوالي 76.8 مليار دولار، ثم ارتفعت تدريجياً ، حيث بلغت حوالي 146.4 مليار دولار في عام 1990) . وقدرت العائدات في عام 1992 بنحو 147.6 مليار دولار.
المستشار الدكتور / أيمن حامد سليمان
رئيس مجموعة شركات أيمن حامد سليمان
رئيس المجلس التنفيذى لجمعية مهندسي البترول والتعدين والغاز
ورئيس المجلس الاعلي للدفاع عن حقوق الانسان والأمين العام للأتصال السياسى
لمؤسسة مصر للدفاع عن حقوق الانسان
والرئيس الأقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمين العام للتعاون العربى المشترك
لمؤسسة الاقطار العربية للنفط