C P A O

البترول سلعة استراتيجية لها أهميتها الكبرى على الساحة الدولية ، كما أنه سلعة استهلاكية تهم المواطن العادى فى كافة دول العالم لجهة توافرها وسعرها وتقلب هذا السعر باستمرار . ولذا ، كان من الطبيعى أن يلقى البترول اهتماماً إعلاميا متواصلا بشكل يومى منذ عقود طويلة ، خاصة خلال الأزمات . ولكن كيف يتعامل الإعلام العالمي مع البترول إخباراً وتحليلا ؟ وكيف تظهر وسائل الإعلام صورة هذا المنتج الحيوى بالنسبة الى الإنسانية جماء ؟ وما مدى أمانتها وحفظها للحقيقة فى ذلك ؟ 
يعود الارتباط الوثيق بين البترول والاعلام إلى بداية القرن العشرون عندما أصبح البترول سلعة مهمة وبالذات فى الولايات المتحدة ،حيث قادت بعض الصحف الأمريكة حملة إعلامية قوية ضد شركة ستاندرد أويل ، التى يملكها جون روكفلر ، متهمة إياها باحتكار السوق الأمريكية والتلاعب بالأسعار ، مما أدى انذاك إلى صدور أمر قضائى بتفكيك شركة ستاندرد أويل إلى أكثر من ثلاثين شركة مستقلة . 
كانت تلك الحملة الأعلامية بداية النظرة السلبية لدى وسائل الإعلام والرأى العام الغربى ، وبالذات الأمريكى تجاه البترول وصناعتة وملكيتة ، مع ربطة بنظرية " المؤامرة " (اقتصاديا وسياسيا)، وربطة كذلك بالثراء الفاحش السهل للأفراد العاملين والمالكين لهذه الصناعة والدول والولايات المنتجة ، وخلال الستينيات الميلادية بدأت حملة إعلامية ضد شركات البترول العالمية ، التى عرفت فيما بعد بالاخوات السبع متهمة إياها بالتحكم فى السوق العالمية واحتكار الإنتاج والأسعار . وخلال السبعينيات وأوائل الثمانينيات ، اشتدت الحملة الإعلامية الغربية السلبية ضد البترول وكانت موجهة ضد دول الأوبك . وبالذات الدول العربية المنتجة للبترول . وكانت دوافع تلك الحملة سياسية نتيجة للمقاطعة العربية لتصدير البترول إلى بعض الدول الغربية التى ساندت بشكل مباشر إسرائيل فى حرب أكتوبر 1973م . وارتفاع أسعار البترول بأكثر من ثلاثة أضعاف أعقب ذلك قيام الدول الصناعية الغربية بإنشاء وكالة الطاقة الدولة فى عام 1974م كمنظمة تمثل الدول المستهلكة ومضادة لمنظمة الأوبك . 
خلال السبعنيات عادت إلى الظهور بقوة فكرة قرب نضوب البترول ، كما أن الثروة الايرانية فى عام 1979م ، أدت إلى انخاف إنتاج إيران من البترول من ستة ملايين فى اليوم إلى ثلاثة ملايين ، وتلتها بعام الحرب العراقية الايرانية التى أدت كذلك إلى انخفاض الصادرات البترولية العراقية ، مما أسهم فى ارتفاع أسعار البترول ثلاثة أضاف . وخلال تلك التطورات ، كان البترول يأخذ موقعاً متميزاً واهتماما ً إعلامياً واضحاً فى الإعلام الغربى . وقد قام الإعلام انذاك بإعطاء صورة سلبية وأظهر عداء واضحاً للبترول وشركاته والدول المنتجة له . منادياً بعدم الاعتماد على هذه الدولة كمصدر للبترول . ولاشك فى أن دور الإعلام (سلبا وايجابا ) يتضح بشكل تام خلال الأزمات البترولية أو الأزمات السياسية او الكوارث الطبيعية فى المناطق الرئيسة المستهلكة أو المنتجة للبترول . ومن الممكن تعريف الأزمات البترولية بأنها حالة وجود ندرة طبيعية فى الإمدادات البترولية ، تؤدى إلى ارتفاع أسعار البترول بشكل سريع وحاد أو زيادة العرض بشكل كبير يحدث فائضا ليس هناك حاجة له ومن الصعب تصريفة ، والذى يؤدى بدورة إلى انخفاض حاد فى الأسعار يؤثر فى دخل الدول المنتجة ، وفى صناعة البترول واستثماره فى المستقبل وخلال الأزمات البترولية ، أو خلال الأزمات السياسية فى المناطق المنتجة أو المستهلكة الرئيسة للبترول ، يصبح البترول قضية إعلامية رئيسة تإخذ حيزاً كبيراً فى الصفحات الأولى من الصحف اليومية وأغلقة المجلات العامة يكتب فيها المتخصصون وغير المتخصصين ، ويصبح – حينئذ – كل محلل أوكانت سياسي محللا بترولياً . 
لابد من التركيز على الايجابيات بدل الدفاع وإعادة النظر فى الحملات الإعلامية البترولية . فبدلا من الدفاع عن البترول وصناعتة يتم التركيز على إيجابيات البترول والدور الذى تلعبة هذه الصناعة فى نمو ورخاء العالم ، وعملها من أجل استقرار السوق . كما أنه من المهم توعية الصحفيين الاقتصاديين بدور البترول ، فهم فى النهاية حملة الرسالة الإعلامية السلبية تجاه البترول فى الوقت الحاضر تركز على موضوعين رئيسين الأول : عدم مصداقية الاعتماد على البترول نظراًالأن مصدرة منطقة الشرق الأوسط غير المستقرة ، أمام الموضوع الثانى : فهو أن البترول من أهم أسباب تلوث البيئة والاحتباس الحرارى . 
من الممكن تنفيذ هذين القولين ، فى حالة وجود حملة هى سوق عالمية واحدة بحيث أصبحت عملية مصدر الانتاج والاستيراد ليست ذات أهمية فى اتجاة السوق ،  علما بأن دول الشرق الأوسط وخلال الستين عاما الماضية ، دائما ما تعرض النقص الحاصل منها بل ومن مناطق أخرى حول العالم .
المستشار الدكتور / أيمن حامد سليمان
رئيس مجموعة شركات أيمن حامد سليمان
رئيس المجلس التنفيذى لجمعية مهندسي البترول والتعدين والغاز
ورئيس المجلس الاعلي للدفاع عن حقوق الانسان والأمين العام للأتصال السياسى
لمؤسسة مصر للدفاع عن حقوق الانسان
والرئيس الأقليمى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمين العام للتعاون العربى المشترك لمؤسسة الاقطار العربية للنفط

wholesale air max|cheap air jordans|pompy wtryskowe|cheap nike shoes| bombas inyeccion|cheap jordans|cheap jordan shoes|wholesale jordans|cheap jordan shoes|cheap dunk shoes|cheap jordans|wholesale jewelry china|cheap nike shoes|wholesale jordans?cheap wholesale jordans|wholesale jerseys|cheap wholesale nike